إبني البكر بالصف الثالث
عمره 8 سنوات. الصراحة ما عدت أعرف كيف أتصرف أو أحكي معه. أنا يئست. عناده
غير طبيعي ويريد أن يمشّي الحياة على ذوقه. كل شيء يريده على مزاجه
إبني البكر بالصف الثالث عمره 8 سنوات. الصراحة ما عدت أعرف كيف أتصرف أو
أحكي معه. أنا يئست. عناده غير طبيعي ويريد أن يمشّي الحياة على ذوقه. كل
شيء يريده على مزاجه. ,وماشي على قاعدة خالف تعرف:
ا--الدراسة متى يريد والمدة التي يريدها. وإذا عارضته ينفجر بالبكاء والتأفف و...
- النوم ساعة ما يريد. بل ينام بالقوة. يرفض النوم على سريره. يفضل النوم على فرشة بغرفة أخرى.
-حتى الأكل لا يعجبه العجب.
-يرفض الملابس التي أشتريها له ويلبس ما يعجبه.
-الاستحمام متى يريد. باختصار كل أمور الحياة متى يريدها وكيف يريدها.
-هو لا يشاهد قنوات الأطفال. يفضل المسلسلات التركية، مثل (وادي الذئاب) وغيرها.
حين أغلق له الحاسوب كعقاب ينفجر بالبكاء. نقطة ضعفي هي لما يصير يبكي ويختنق.
كثرت الشكاوي عليه من المدرسة بسبب تعامله العنيف. أنا تعبت كثيرا. إذا
حكيت معه بهدوء هو لا يطيعني. عند الحكي معه بالصياح ينفجر بالبكاء ويرد
التعامل بالصياح.
أين أخطأت؟ أنا لا أدري. هل الخطأ مني أم ابني هو مصدر الخطأ؟
أتمنى إرشادك ومساعدتك وشكرا.
الجواب: عزيزتي أتفهم صعوبة ما تمرين به من متاعب مع ابن الثامنة. تلك هي مميزاته العمرية كما ذكرت: ( هو لا يعجبه العجب وخالف تعرف).
أين الخطأ؟
مشكلتك ومشكلته هي عدم وجود قيادة تربوية. ما أعنيه هو لا تربية ناجحة من
غير وجود إدارة تعرف مميزات كل مرحلة وتخطط أسلوب تعاملها الجديد مع مميزات
المرحلة الجديدة.
إبنك لم يعد الطفل الصغير الاتكالي ولكنه ما زال يحتاج لضابط تربوي ثابت
يعمل على ترغيبه المشروط على الطاعة. أي كل قانون تربوي لازم طاعة ابنك
يحتاج من الضابط التربوي ( أي أنت) الترغيب المشروط والثبات على تطبيقه.
أنت لا تثبتين على ذلك وتتنازلين أمام مسرحية بكائه وتضعفين فتتراجعين عما
بدأته من تطبيق.
الترغيب المشروط يعني، مثلا: (بتنام علوقت إللي منحددو سوا وبغرفتك إلك
بعد أسبوع من تنفيذ الاتفاق "رغبة"). تلك الرغبة الموعود بها هي لازمة له
ويحتاجها ولكنك تربطين حصوله عليها بعد تطبيقه قانون النوم المتفق عليه
معه.
هكذا مع كل قانون. زمن ونوع مشاهداته، استحمامه،... بعد مرور عدة أسابيع
من تنفيذ أسلوبك ستصبح القوانين عادة سلوكية خاصة بعد تكرار تطبيقها اليومي
وبالترغيب.
هل ينفع التعامل مع طفل الثامنة بالتهديد والصياح؟
بالطبع لا. البرهان هو حالته غير السوية. إبنك يحتاج لإدارة تربوية تحترم
حاجات طفل جيل الثامنة ( لا يعجبه العجب وخالف تعرف). إمتداحه الدائم بعد
كل سلوك مستحب يقوم به وتجاهل كل سلوك غير مستحب يساعده على تصنيفه الذاتي
لسلوكه.
من المهم هو عدم اللجوء للصياح، للتوبيخ، للإهانة، للتهديد وللقصاص. تلك
أساليب تربوية سلبية مهينة ومذلة وتجعله دائم التشنج والعصبية فينعكس ذلك
على سلوكه في مدرسته. هو يحتاج لأهل تعبر له عن تقديرها واحترامها
لاختياراته ( ملابسه، أوقات استحمامه...). هدف التربية ليس فرض أسلوب حياة
البالغ على الأبناء بتقييده وخنق حريته بشؤون حياته اليومية. هو إنسان له
ذوقه، أوقاته، اختياراته... هذا لا يعني الانفلات ولكن أيضا يعني عدم كبته
وفرض قوانين من الصعب تطبيقها بجيله. لتطوير شخصية سوية يمكنك الجلوس معه
والاتفاق على كل قانون، مثل ساعات سهره، ساعات مذاكرته وأوقاتها... بعد كل
اتفاق يلزم الإشراف على التطبيق والثبات على الاتفاق. لا للتطرف بالتعامل
الحازم ولا للانفلات والدلال.
وأخيرا أنصح بترتيب العديد من الفعاليات الرياضية والأنشطة الحركية. كل
نشاط أو تحرك سوف يساعده على التنفيس وتفريغ ضغوطه الكثيرة والمتنوعة. نعم
لتسجيله لناد رياضي ولكن بعد استشارته واختيارة الفعالية التي يميل إليها.