مروان أبو حجر نائب المدير
عدد المساهمات : 55 نقاط : 13785 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 03/06/2012 العمر : 58
| موضوع: دلائل القبول في مدرسة الثلاثين يوما الأربعاء أغسطس 22, 2012 7:22 pm | |
|
دلائل القبول في مدرسة الثلاثين يوما روي عن الإمام علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان: يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟. وللقبول في مدرسة الصيام دلائل، كما أن للحرمان فيها دلائل كذلك يعرض المؤمن عليها نفسه بصدق وتجرد، ويقوم بنوع من كشف الحساب معها، ليعرف موقعه وترتيبه في قائمة المقبولين أو المحرومين -لا قدر الله-، ويدرك أهو من أهل التهنئة؟ أو من أهل التعزية؟..
ليحدد ما هو مخططه بعد رمضان في طريقه إلى الله .......... ولعل من أهم هذه الدلائل: 1- ارتفاع منسوب مراقبتك لربك : فالصيام تدريب عملي على استشعار مراقبة الله عز وجل في كل الأوقات والأحوال، ومن ثم الوصول إلى مرتبة الإحسان التي بينها حديث جبريل [...والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ] فإذا ما شعرت أنه ازداد حياءك من ربك وخشية له وإقبالا عليه ومراقبة له فتلك علامة من علامات القبول. 2- رفعة مقامك عند الله: كما قال أحد الصالحين: "إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك، فانظر فيما أقامك" فإن أقامك على الخير والصلاح والطاعة والبر والمعروف، فإن مقامك عنده عزيز ففي الحديث :
[ من كان يريد أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ..؟؟ فإن الله ينزل العبد منه حيث أنزله من نفسه ]
وإن كان غير ذلك فلا مقام يذكر لك عنده، فكلما شعرت بتوفيق الله لك لطاعات لم تكن قم بها ، وتحبيبها إليك، وتثبيتك على ذلك فتلك من علامات القبول لا محالة.
3- التوفيق إلى أعمال صالحة بعدها:
فإن من علامات قبول الحسنة: فعل الحسنة بعدها، فإن الحسنة تقول: أختي أختي { ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا }
وهذا من رحمة الله تبارك وتعالى وفضله؛ أنه يكرم عبده إذا فعل حسنة، وأخلص فيها لله أنه يفتح له باباً إلى حسنة أخرى؛ ليزيده منه قرباً. فالعمل الصالح شجرة طيبة، تحتاج إلى سقاية ورعاية، حتى تنمو وتثبت، وتؤتي ثمارها،وإن أهم قضية نحتاجها أن نتعاهد أعمالنا الصالحة التي كنا نعملها في رمضان ، فنحافظ عليها، ونزيد عليها شيئاً فشيئاً. وهذه هي الاستقامة
عن أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال :
.[ قل آمنت بالله ثم استقم ] 4- التوبة الصادقة وعدم الرجوع إلى الذنب: فإن الرجوع إلى الذنب علامة مقت وخسران , قال يحي بن معاذ :" من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود , وعزمه أن يرجع إلى المعصية بعد الشهر ويعود , فصومه عليه مردود , وباب القبول في وجهه مسدود ". ومن وفق للتوبة الصادقة وثبت على هجر المعصية بعد رمضان فليبشر فذلك دليل قبول وجواز مرور. 5- الحرص على الفرائض والنوافل: فإذا ما أحس الصائم بأنه قد ازداد حرصا على الفرائض بعد هذا الشهر وداوم على ذلك وسارع في الاستجابة لنداء الرحمن كلما سمعه، إضافة إلى مداومته على النوافل وعدم تضييع أي نوع منها، فإنه على طريق القبول في مدرسة الثلاثين يوم
ومما يساعد على ذلك : تجديد مشاعر الخوف في القلب ...
فقد قال صلى الله عليه وسلم في إحدى خطبه :
[ المؤمن بين مخافتين ..بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاضٍ فيه ....
فليتزود العبد من نفسه لنفسه ..ومن دنياه لآخرته ..ومن حياته لموته ..ومن شبابه لهرمه ..
فإن الدنيا خُلقت لكم وأنتم خُلقتم للآخرة...والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستغيث ..وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار ]
6- الاستمرار في اتفاقية التصالح مع القرآن بعد رمضان والخروج بذلك من زمرة المشتكى من رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه في قوله تعالى: "وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورا" ومجرد النجاة من هؤلاء هو عين القبول، إضافة إلى خزان الحسنات والدرجات الذي يناله من خلال هذه المصالحة
فإذا كان عدد حروف القرآن حوالي 370 ألف حرف، فإن ختمة واحدة من القرآن تساوي ما يقارب أربعة ملايين حسنة والله يضاعف لمن يشاء فما بالك بأكثر من ختمه.
7- الانتصار في معركة اللسان: ومعركة اللسان دليل مهم للصائم على القبول أو الحرمان، فإذا انتصر فيها وتدرب على لجم لسانه إلا على خير في هذا الشهر وبعده ، فقد أدركه التوفيق والقبول، أما إن أطلق العنان للسانه دون خشية من الوقوع في زلل فسوف يورده المهالك لا محالة، فقد ورد في الحديث [ وهل يكب الناس في النار على وجوههم –أو قال: (على مناخرهم)- إلا حصائد ألسنتهم؟! ].
فمن لم يستطع أن ينتصر في معركته مع لسانه، لا يمكنه أن ينتصر في معركته مع شيطانه، فهذه بتلك، وبالضرورة لا يطمع في أن يكون في مقدمة المقبولين في مدرسة رمضان. ففي الحديث:
[ لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ]. 8- التخلص من العادات السيئة: فكثير من العادات السيئة تأسر العبد، ولا يستطيع الفكاك منها بيسر وسهولة، فيأتي الصيام فيعطيه فرصة سانحة لكي يتحرر منها الواحدة تلو الأخرى، فإذا لم يستطع التخلص من عاداته السيئة في شهر الصيام فذلك دليل على عدم وجود أثر إيجابي للصوم على سلوكه، فلا يمكن لأسير عادة سيئة وقد تكون محرمة، أن يحلق في درجات القبول، فمن دلائل القبول ثمرة التقوى التي هي العلة من وراء الصيام ..
" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
9ـ استصغار الطاعات وعدم العجب والغرور بها : إن العبد المؤمن مهما عمل وقدَّم من إعمالٍ صالحة ,فإن عمله كله لا يقابل شكر نعمة من النعم الظاهرة والباطنة، ولا يليق بجلاله وقدره ، ولن يؤدي به حق من حقوق ربوبيته عليه
، ولذلك كان من صفات المخلصين أنهم يستصغرون أعمالهم، ولا يرونها شيئاً، و لا يعجبوا بها، ولا يصيبهم المن الذي يحبط أجرهم، ويكسلهم عن المزيد من الأعمال الصالحة.
ولنتأمل كيف أن الله تعالى يوصي نبيه بذلك فقال تعالى:
" يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر. وثيابك فطهر. والرجز فاهجر. ولا تمنن تستكثر"لا تمنن بعملك على ربك و تستكثره ومما يعين على استصغار العمل:معرفة الله تعالى، ورؤية نعمه، وتذكر الذنوب والتقصير ومحاسبة النفس بعد الطاعة
10- الوجل من عدم قبول العمل مع الرجاء بكثرة الدعاء
المؤمن مع شدة إقباله على الطاعات، والتقرب إلى الله بأنواع القربات؛ إلا أنه مشفق على نفسه أشد الإشفاق، يخشى أن يُحرم من القبول، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ" أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟! قال: [ لا يا ابنة الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلّون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات]
ورجاء قبول العمل- مع الخوف من رده يورث الإنسان تواضعاً وخشوعاً لله تعالى، فيزيد إيمانه . وعندما يتحقق الرجاء فإن الإنسان يرفع يديه سائلاً الله قبول عمله؛ وهذا ما فعله أبونا إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام، كما حكى الله عنهم في بنائهم الكعبة فقال تعالى : "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم "
11- كثرة الاستغفار: يستحب للمسلم بعد كل طاعة أو عبادة أن يستغفر الله تعالى على ما بدر في عبادته من نقص أو تقصير... فلأنه لم يؤدها على شكلها الأمثل ولأنه قد ينشغل خلال أدائها بأي أمر من أمور الدنيا فلم يحضر بقلبه فيها ولم يخشع بفكره لربه لذلك شرع لنا الاستغفار لتكميل هذا النقص والاعتراف بالعجز والتقصير فيها ،
وكما قيل : فجسد معيب وقلب معيب كيف يخرج منهما عمل غير معيب !!!!
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ َصلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ
فشعورك بالتقصير خلال الشهر الكريم ومبادرتك بالاستغفار كلما تذكرت أيامه ولياليه علامة على القبول في مدرسة الثلاثين
12- حب الصالحين وبغض أهل المعاصي : من علامات قبول الطاعات أن يُحبب الله إلى قلبك الصالحين أهل الطاعة ويبغض إلى قلبك الفاسدين أهل المعاصي فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:[ إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله]
فانظر من تحب ..من تجالس ..من تود ..لتعرف مقدار إيمانك وتحكم على صيامك والواجب أن يكون حبنا وبغضنا، وعطاؤنا ومنعنا، وفعلنا وتركنا لله -سبحانه وتعالى- لا شريك له،حتى نكون صادقين في قولنا " لا إله إلا الله "و ممتثلين قوله، صلى الله عليه وسلم
[ من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع الله، فقد استكمل الإيمان ] 13- رقة القلب والرحمة بالمسلمين فكلما ارتفعت درجة الاهتمام بقضايا المسلمين لدى الصائم وازداد شعوره بالمحرومين من حوله وخفق قلبه كلما رأى أو سمع بمأساة تصيب الأمة والمجتمع، ولم يكتف بالشعور القلبي وإنما تعداه إلى الجانب العملي وساهم بما يستطيع في تفريج كروب المكروبين وإغاثة الملهوفين وإغناء المحرومين،ففي الحديث:
[ أَهْلُ الجَنَّةِ ثَلاثَةٌ : ذُو سُلْطانٍ مُقْسِطٌ مُوَفَّقٌ ، ورَجُلٌ رَحِيمٌ رَقيقٌ القَلْبِ لِكُلِّ ذي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ ، وعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيالٍ ]
فذلك مؤشر صحة ودليل حياة وأمارة قبول،
أما من لم تحركه مآسي المسلمين، وكأن الأمر لا يعنيه، فليراجع نفسه وليستدرك ذلك وإلا فليعلم أن الباب سيغلق أمامه إن ظل كذلك. 14- وأخيرا ....: نية إصلاح المستقبل
والعزم على أن يكون حالنا بعد رمضان أفضل من حالنا قبله، فقد خاب وخسر من عرف ربه في رمضان، وجهله في غيره من الشهور
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الأعمال الصالحة،لذا قال :
[ أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل] . فإن ثبت الصائم على الطاعة والعبادة والعمل الصالح وفعل الخيرات بعد رمضان وحافظ على ذلك في بقية الشهور،
وظهرت ثمرات الصيام ندية على التزامه وسلوكه وأخلاقه....
فذلك أثر القبول
أما إذا انتكس ورجع إلى حالته التي كان عليها قبل رمضان أو أسوأ، وصاح مع القائل: "رمضان ولى هاتها يا ساقي".. فتلك علامة حرمان لا تخطئ والعياذ بالله.
| |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 190 نقاط : 14190 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 30/05/2012 العمر : 42
| موضوع: رد: دلائل القبول في مدرسة الثلاثين يوما الأربعاء أغسطس 22, 2012 9:01 pm | |
| بارك الله فيك وأثابك ونفع بك شكرا لك أستاذنا علي موضوعك القيم | |
|
أمل حياتي عضو فعال
عدد المساهمات : 52 نقاط : 13763 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 07/06/2012
| موضوع: رد: دلائل القبول في مدرسة الثلاثين يوما السبت أغسطس 25, 2012 6:19 pm | |
| بارك الله فيك ياأستاذ مروان | |
|