نعاس، قلة نوم، تعب وارهاق عام .. وشماعة بعض الصائمين التي تصبح محور الحديث فيما بعد هي الصوم الذي يجعل النعاس يهاجم الاجساد وينال من سكونها وراحتها.
الى هؤلاء مرد القول ان الصوم في حد ذاته بريء من التأثير على جودة النوم، كما انه ليس سببا في زيادة نوبات النعاس التي يعاني منها بعض الصائمين، وانما القرار هو شخصي وذاتي من خلال ما يختاره الصائم من نمط حياة ومن ساعات نوم ليلية او نهارية خلال ايام الشهر الفضيل.
وللساهرين في الضوء وامام شاشات التلفاز خلال الشهر الفضيل على وجه الخصوص نقول ان اكتشافا مثيرا نشر مؤخرا في المجلة الطبية الأمريكية أكد أهمية النوم فى الليل، كما بين الاكتشاف أن الظلام يؤدي إلى زيادة كبيرة في إفراز الميلاتونين، الذى يعدّ من أقوى مضادات التأكسد لقدرة هذه المادة على الدخول إلى خلايا الجسد وإزاحة الجذور الحرة المتولدة داخل الخلايا، في حين يتوقف هذا الإفراز بوجود ضوء صناعي أو معتم أثناء الليل، مما يؤدي بالتالي إلى زيادة نسبة الإصابة بالسرطان، وأمراض الشيخوخة.
كما أظهرت التجارب الحديثة أهمية هذه المادة لصحة العيون، خاصة في الشبكية، حيث يتم تصنيع الميلاتونين لمقاومة عوامل التأكسد، مما يؤكد أهمية النوم في الليل، وأن النوم في النهار لا يمكنه تعويض نوم الليل.
السهر وان كان خيارا شخصيا، انما يؤثر على الاخرين كذلك فيما يترك من اثار سلبية، وفي محاولة للتأكيد على ان الامر غير صحي ننوه في هذا المقام الى الحقائق التي نشرتها جامعة رايت ستيت في ولاية أوهايو بأمريكا، والتي أكدت أن تقليل ساعات النوم الليلي من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، تؤدي إلى إرباك في العمل أثناء النهار، حيث يقل الانتباه والتركيز بنسبة 32%، كما وجدت الدراسة أن 57% من الحوادث في النهار سببها قلة النوم الليلي، حيث يفقد السهر الليلي الإنسان ساعات نومه وراحته ويجعله أكثر عرضة للقلق والاضطرابات. المراد بطرح خلاصة هذه الدراسة ضمن يوميات صائم هو تسليط الضوء على السهرات التي تمتد لساعات الصباح خلال شهر رمضان المبارك امام شاشات التلفاز وحتى اجهزة الحاسوب، وخطورة الامر تنعكس صباحا على وضع قيادة السيارات تحت تأثير النعاس على الطرقات ، وهو ما تأكد من خلال ارتفاع نسب الحوادث بسبب النعاس خلال شهر رمضان.
وكانت دراسات علمية منشورة أكدت أن مغالبة النعاس للسائقين خلف عجلة القيادة، قد تتسبب في أحيان كثيرة في وقوع حوادث خطيرة قد تأتي بعواقب وخيمة أكثر من تلك التي قد تأتي بها الحوادث التي تقع نتيجة وقوع السائق تحت تأثير المشروبات الكحولية التي تقلل من درجة يقظة السائق.
وأظهرت الدراسات أن هناك تفاوتا كبيرا قد يحدث في سرعة ردود أفعال السائقين، التي قد تتراجع أحيانا بنسبة 50% بعد أربع ساعات من القيادة المتواصلة، وهو ما يعادل نفس الدرجة من ردة الفعل لدى الشخص الذي يقود السيارة على الطريق تحت تأثير الكحول.
وهو ما يؤكد ضرورة أن يتحلى السائقون بقدر وافر من الوعي والإدراك بمخاطر القيادة حال الشعور بالنعاس، اذ أن حادثا واحدا على الأقل من بين كل ستة حوادث سير تقع، يعود السبب فيه إلى عدم قدرة السائق على مقاومة النعاس خلف عجلة القيادة.